Sep 9, 2006

اخر الفرسان


ترجل عن دابته ناظرا حوله
الى بقايا اشلاء جيشه
والى ساحة المعركة

"يالها من ساحة خاوية"

هبت ريح رملية
فدحرجت خوذة ملقاه

نظر اليها .... " ترى لمن كانت؟"
"هامة من ! كانت تغطى ؟

غطى التراب الساحة

وهو لايزال واجما ..

"لِمَ علىّ المضى"
" لِمَ امضى وحيدا"
" قد امضى لأعَلِم من يولد بأن الحروب لا ينتصر فيها احد , وسأخذ هذه الخوذة معى كدليل"

............

وبعد اعوام ...
وبعد ان شب من شب

أُشعلت النيران
ولبست الهامات خوذها وعلى الخيل ركب من يريد القتال لأجل شىء يريده او يؤمن به
كروا مرة اخرى

ومرات اُخر

وكل مرةٍ يقف الفارس شاهدا على الموت فى الساحة التى عهدها.

لا يعلم من اين نفخت الحروب روائحها التى تتغلغل الى الصدور فتنشيها!

اراد ان يمحو الساحة من الوجود
فقرر ان يزرعها.

بذر التراب واسقاه
وانتظر النبات

اثمر زرعه فأراد القطاف
وحينما امسك بأول ثمرة ... رأى شكلا وحجما يعرفه جيدا. فلطالما امسكه وعَلَّم به !

هرول الى بيته هلِعا خائفا ....
امسكها فى يده وجرى بها الى الحقل املا ان يكون قد خرف !

البس الثمرة الخوذة !!
فأذا بها تلبسها كالرأس !

حينها وحينها فقط
علِم الفارس لماذا يتحارب الناس على افكار ومعتقدات وقصص لم تتغير منذ الأزل!

لقد استطاع دود الأرض والتراب والزمن ان يذيبوا الأشلاء الميته
ولكنهم لم يقدروا على افكار ومعتقدات من كانت له.

فبقيت كما هى واختلطت بالتراب لتنمو مع النبات الذى يقتاته من يعيش ...
وكيف لا!
و الأرض تثمر ما تغيض


علم فارسنا انه سيشهد دوما على الساحات

طالما نحيا هنا , نأكل , وندفن ها هنا.





3 comments:

eman said...

هذه المدونة الى (مالك)

Ossama said...

مالك يشكرك كثيرا يا دكتورة
تدوينة رائعة

هناك قصة قصيرة جميلة لبورخس اديب الارجنتين المجنون الرائع
اسمها الندم او التوبة

وختامها جميل جدا جملة رائعة
mientras dura la culpa dura elrepentemiento
طالما بقى الذنب بقيت التوبة

eman said...

وايمان تشكر كثيرا رأى (مالك) الذى تعتز به !

تذكر يا ابو مالك اسماء كتاب كثيرين ..
لا اعرفهم ! ولكنى اتشجع للقرأة لهم

...........