Nov 25, 2006

جنود الشطرنج



من يلعب الشطرنج يعرف إن المهمين فى اللعبة محدودين : ملك واحد وملكة واحدة , وزيران, قلعتان (او يسمى الفيل) و حصانان (او الفارس).

ويعلم ايضا إن الكثرة هم من الجنود , وهم اضعف افراد جيش الشطرنج.
و الاعب بذكائه يستطيع ان يستخدم جنوده لعدة اغراض مهمة منها التضحية بهم لينقذ فرد أهم , أو قد يستخدمهم كوسيلة اغراء وتشتيت ليستولى الخصم على الجندى – الأعزل - فى حين يقوم الاعب بحركة استراتيجية فى جهة اخرى تساعده على تنفيذ خطة الفوز. واحيانا وبحركة ذكية قد يقضى الجندى على من هو اكبرمن مقاما وأعتى منه قوة.

لسنا نتحدث بالذات عن الشطرنج هنا !....ولكن هناك تشابه بين الشطرنج وبين حياتنا !

فلو كانت حياتنا لعبة شطرنج لفكركل منا بأنه ملك اللعبة المهم الذى تتمحورالدنيا – بأفرادها - حوله.

و هذا ليس بخطأ.

فنحن نعيش (حيواتنا) نحن انفسنا.
انت تشعر (بك انت) ترى بعينيك (انت) و تحس بقلبك (انت) و تفكر بعقلك (انت) , انت من تنام وتأكل و تتنفس.
و لهذا وبكل بساطة فأنت البطل الأوحد فى حياتك , و باقى الناس هم (الاخرون)

هم مجرد ......

جنود !

يبسطون لك الدرب ...


ولكن مهلا !

قبل ان تستغرق فى التفكير ... هل تعلم بأنك انت ايضا جندى فى حياة الكثيرين ؟

و لست اقصد من نعرف من أهل وأصحاب ...

بل أعنى الغرباء.

نعم ! لست انت بطل القصة المهم دائما , انما انت شخصية ثانوية فى حياة شخص اخر, شخص لا تعرفه ولا يهمك ..

حتى تفهمنى اكثر ... سأذكر لك امثلة ....

فى يوم تراكمت الأسباب حتى اتت النهاية بأن احرقت شفتى ولسانى لأننى شربت قهوة ساخنة جدا!
و بعد ذلك اليوم ولعدة ايام وانا اتـأكد من اننى لا أُحضر الا (الدافىء قليلا) من القهوة اوالشاى.

صادف انى فى تلك الفترة كنت أحضر محاضرة وعندما حان وقت الأستراحة حضرت لنفسى قهوة و تأكدت من انها (دافئة)

رحت اجلس مكانى, تحركت يدى بطريق الخطأ وانسكبت القهوة (الدافئة) على سيدة تجلس امامى مباشرة!
ولأن القهوة كانت دافئة وليست (ساخنة) فالسيدة لم تشعر بها على رأسها ألا حين بدأت تقطر من شعرها على رقبتها! استائت السيدة بالطبع و نظرت الىّ شزرا حين اعتذارت لها.

تسائلت بعد عدة ايام .... هل كتب لى ان احرق انا نفسى حتى تأمن السيدة من حرق بالغ !!؟؟

مثال اخر.

كنت فى مبنى لا أعرفه جيدا وحين اردت الخروج منه أضعت طريقى فى داخل ممراته حتى اضطررت الى الخروج من برد المكيف الى حر الشمس الحارقة والسير مسافة لا بأس بها حتى اهتدى الى مكان سيارتى .
فى النهاية عندما وصلت الى مكان السيارة , لمحتنى سيدة مارة ولأننى كنت الوحيدة هناك , طلبت منى مساعدة ما وقضيت لها ما بوسعى.

بعد فترة.. فكرت
لم تهت فى المبنى , ومشيت فى ذلك الجو الحار؟
لم يساورنى الشك فى انى كان ينبغى عليّ ان اكون فى الوقت المناسب لتلك السيدة حتى تلمحنى !

اذا ..
قد تجمعك احيانا الصدفة او الظروف - سمها ما شئت - بأشخاص غيرمعينين فى اوقات معينة وبترتيب معين لفائدة احدكما.

قد يكونوا(جنود لك) وقد تكون انت (الجندى لهم)

(جندى) غير مهم لصنع شىء ما او تسهيل امر او مساعدة أحد (أهم) فى ذلك المكان والزمان.


عندما تقرأ (وما يعلم جنود ربك الا هو ....)
هل تفكر بان الجنود هم فقط حمام وعنكبوت غار الرسول او انهم البقرالوحشى الذى اغرى ملك الغساسنة ؟ ام هم الغمام و البحر؟؟

لا. انا لا اعتقد هذا !

لأنى لا اعتقد ان ربك ينساك او ينسى أى أحد , مهما كان قريبا منه او بعيد واياً كان دينه ومهما كان بغيظا او حبيبا ؟؟؟

حقا.. ما ودعك ربك وما قلى

و الأن ..

قل لى انت

هل تتذكر متى كنت انت (الجندى) فى حياة (ملك) اخر؟؟؟؟؟

Nov 17, 2006

لماذا يصبح البعض اباء

لماذا يصبح البعض اباء !

وما الذى يعطيهم حق التأثير علينا ؟

.....
الجملة الأولى تعجبية .
والثانية ايضا تعجبية بصيغة استنكارية.

.......

يولد صغار , يكبرون بأن يزداد طولهم وتتغير اصواتهم وحتى روائحهم , لكننا لانعرف ان كبرت الأفكار فى عقولهم واذا ما ازدادت غرف العقل التى تحمل الأفكار الجديدة ام انهم بقوا اطفالا من الداخل , يخافون الظلام وما يحمل ويستاؤن لفقد لعبة.

بالطول والجسم , يُعرف انه قد حان وقت زواجهم.
يتزوجون , ويتصرفون كما يتصرف الأخرون (غير دارين بأن الأخرين قد يكونوا امثالهم.)
يعملون كما هو متعارف عليه , وكما وجد من معرفة بدون تفكير بلماذا.

ثم ينجبون !

علامة تعجب كبيرة جدا بعد الجملة السابقة.

نعم كبيرة جدا !

هؤلاء , من لازالوا اطفال من عدة نواحى, اصبحوا اباءا لأطفال اخرين !

كبر المولودون بدورهم واصبحوا كما يرون انفسهم الان رجالا ونساء.

رأوا وعلموا كيف ان الطفولة (بمعنى عدم القدرة على التصرف بحكمة) لاتزال موجودة فى ابائهم.

ومع هذا , ومع معرفتهم لكل ما سببه لهم الأباء فى الصغر , ومع معرفتهم بأن ليس كل ما فعله الأباء لهم كان صحيحا, ومع رجائهم بأن يتوقف ابائهم عن التأثير عليهم بسلبية , ومع احساسهم بأن ابائهم لا زالوا يواصلون احيانا انزال عذابات صغيرة عليهم (بدون قصد).

الا ان هؤلاء الرجال والنساء الجدد, لازالوا يخافون فقد ابائهم.
لازالوا يريدون طمأنينة المعرفة بأن ابويهم موجودين معهم.

ولا زلت اتسائل , لم يؤثر علينا ابائنا لهذا الحد؟
لم نشعر احيانا كثيرة بأننا مسؤلون عن اشياء لا ندرى ما هى !

ولم علينا التعويض !

ولم نحس بالضعف امامهم؟

ولم نحتاج لهم ؟

ان كنا نحن , الرجال والنساء , اللذين لا نزال نحمل معنا بقايا اثقال طفولتنا , وسنصبح انفسنا ازواجا واباء لأطفال اخرين , اليس هذا معناه , ان الدائرة ستستمر؟

وان كانت تستمر , والدنيا تستمر , اليس هذا معناه ,
انه كيفما كان والداك وبكل قواصرهم , وكيفما كانت طفولتك, فان ذلك لا يهم ولا يؤثر على ما ستكونه عند الكبر؟
لأن الله ليس بظلام للعبيد , فأذا , انت لا تكون من (تكون) بسبب والديك , وانما انت من تختار.

بمعنى , انك انت من يجب ان تربى نفسك كثيرا !
ان من تختار , ان تفتح غرف جديدة فى عقلك , او تبقى البناء كما هو, بل تستطيع ان تجعله خربا ايضا.

وفى النهاية , الغاية من ان الناس تزداد طولا وحجما , لكى يستطيعوا ان يتزوجوا فينجبوا ابنائا وبالتالى الدنيا تستمر والحياة تتواصل كما هى سنة الخليقة!

Nov 10, 2006

how i deal with memories !



How I deal with memories!
Crazy! But that’s the truth!

When I was a young girl, I always felt extremely sad after a nice and good (time) passed.

It’s gone, it’s become a memory, and I don’t live in it any more.

Such a feeling was a real torment.
Wanting to live back in the memory and wanting it to re-happen again & again, but it doesn’t and you know that it won’t.

Now, as a grown up, I don’t look sadly at any gone by nice moment, because I know that I have lived each of them to the fullest and that nice moments have to pass so better ones come!

But, that’s not all,

I have found a great way (that works great for me) on how to make old memories live without feeling bad.

It happened many many years ago, when I saw a program in TV about Albert Einstein and his theory about time and traveling through it.

What’s the connection ????

Simple!

See, if there was a time-traveling ship, you would be able to go forward, or back!
Now if you go back in time, that means you would be able to live the time again!

So, that means that the (you) that lived yesterday is still there!

Am actually laughing now, as how to really explain it !

I’ll give you a real example!

I lived in a hostel when I was doing my BDS in India.
Those years were some of the best years and best time I ever had.
I have got attached to that place, so much so that even after 7 years I still dream of it, dream of walking in its corridors.

So, in mind, our –my friends’ and mine- days in the hostel are still there in another dimension of time!

It’s afternoon time; I can hear (N’s) voice calling in the middle of the corridor, as she always did when she came back from an outing. I am going from (P’s) room to (S’s) room, banging the door behind me, asking for tea powder, coz it’s our sacred tea-time-session, where we would sit and talk for almost 3 hours about every thing.

Never forgetting to say in most of these sessions, that these are the best days of our lives, and that we are with the best people we can ever think of.
Saying, that god knew how crazy we are, so he picked us and put us all together, after sending all the boring people to other collages!

Yes,
Those were the days my friend.

So you see, we are still living in that hostel, in those corridors, and that’s why I still dream of the hostel, even after I learned that they shifted the girls to another building.

If there was a time machine that would take me back there, I would find all those days again.

But, I don’t want a time machine to prove that things do live inside us, not till they go away, but rather till (we) go away and leave this world.

………………………..

Dedicated to the best people I have ever known.



my room (#29) back in the hostel (i liked and still like jingels !)
What my freind (R) wrote on the corridors wall, when i passed my final years exam.

Nov 6, 2006

عن رواية مئة عام من العزلة




انتهيت لتوى من قراءة رواية جابرييل جارسيا ماركيز

مئة عام من العزلة

ما استرعى انتباهى فى الرواية هو اننى لم اكن اعرف ان بمقدورك الكتابة هكذا !

اى ان طريقة الكاتب سردية , لا يوجد الكثير من الحوار , بل يكاد يكون نادرا بعض الشىء !
ايضا , ان قصص الشخوص تتداخل فى بعضها , وانك تعرف من البداية ما حل بهذه الشخصية وكيف لقت حتفها , ثم يعود بك الكاتب الى بداية حديثه عن الشخصية.

ومع كل هذا التداخل , الا انك لا تضيع بين الأحداث , وانما تبدو لك وكأنها القصة التى سمعتها من جدتك سابقا عن شخص انت تعرف ما حل به وكيف كانت حياته.


هناك شىء اعجبنى جدا فى القصة , وهى كيف يتداخل ويتمازج الخيال بالواقع. والغريب انك لا تحس بالغرابة !
مثلا , تصاب القرية بداء الأرق , فلا يستطيع الناس النوم , ومن كثرة تعبهم فإن الأحلام تراودهم فى استيقاظهم ويكون بمقدور من حولهم ان يروها !
و كيف ان الغجر اتوا ببساط سحرى فركبه الأطفال ! قد تقول فى نفسك , هى خدعة غجر , ولكن الرواية تتحدث لك عن بساط سحرى يطير حقا فى الهواء !
وايضا , هناك من كانت تطير حوله الفراشات الصفراء اينما ذهب !

لاحقا عندما قرأت سيرة الكاتب فى اللينك الموجود فى الأعلى , عرفت انه تعمد هذا المزج بحيث يصبح جزءا من الواقع فى القصة كما كانت تفعل جدته فى سردها للقصص القديمة له !

ما لاحظته ايضا هو عدم تحديد مكان للقصة على خريطة العالم !! لم اعرف اين هى ارض الحكاية الا حين قرأت سيرة الكاتب !
(من اين لى ان اعرف اين ريوهاتشا ؟؟؟؟؟)

ولكن ما وجدته اكثر اثارة فى القصة كان

الزمن.

لا يوجد تاريخ معين فى الرواية فأنت تستمر فى قراءة القصة وانت لا تعرف عن اى زمن ولا اى قرن توجد فيه احداث الرواية , االى ان عرفت بالتقريب الفترة الزمنية , حين ظهرت فى اخر الرواية الدراجة ذات العجلة الأمامية الكبيرة , ومن يعرف تاريخ كولومبيا فأنه قد يتعرف على الزمن عند حدوث مجزرة عمال الموز ولكن حتى هذه ظهرت ايضا فى اواخر القصة.

تتداخل شخصيات القصة فى الزمن المتداخل لدرجة انى حسبت معها ان الكاتب يتحدث عن شخص واحد فقط ولكنه فى كل مرة يظهر لنا جانبا من هذا الشخص.

ايضا , تمضى سنون فى زمن احداث الرواية , بدون حقا ان تحس انت بذلك !

وتأتى اجيال وتذهب اخرى وانت تحس انك لازلت فى نفس النقطة !


فى بداية الرواية , رأى مؤسس القرية (ماكوندو التى تجرى فيها الوقائع) ومؤسس السلالة الطويلة التى تتحدث عنها الرواية – فى حلم - , ان قرية ماكوندو كلها من مرايا.

لم اعر هذا الشىء اهتماما فى البداية , ولكنى عندما انهيت القراءة , فكرت بأن رؤية الجد الأول هذه , هى كناية عن الزمن وكيف انه يتكرر فى القرية , اى ان القرية فعلا كانت موجودة بين مرايا الزمن.

ايضا , من الجمل التى تكررت فى الرواية , وعلى لسان اكثر من شخص هى :
(الزمن لا يمضى وانما يلتف دائريا)
هذه الجملة هى معنى ان جدران بنيان القرية من المرايا !

ايضا , من الجمل التى استرعت انتباهى وكانت تصف كيف ان غرفة معينة فى البيت لا تهرأ ولا يصيبها الخراب ولا الغبار حتى وان تعرض البيت كله للخراب , كانت
(.... ان الزمن ايضا يتعرض لعقبات وحوادث ويمكن له بالتالى ان يتشظى ويخلف فى احدى الغرف جزئية خالدة.)

هل اقول , انى ولكى ابقى ذكرياتى حية فلا احن لها بأننى اعتقد فى وجود – البعد الثالث للزمن- ؟؟ سأدع هذا الجزء الى تدوينة قادمة !

ايضا , جملة اعجبتنى كثيرا عن الزمن فى القصة
( ... كان هذا كل ما تبقى من ماض لم يتحقق فناؤه بعد, لأنه ما زال يفنى ذاتيا بلا نهاية , مستهلكا نفسه من داخله , منهيا نفسه فى كل دقيقة , ولكن دون الأنتهاء من انهاء نفسه ابدا.)

.......
كان هذا كله عن الزمن , ولكن العزلة التى يحويها اسم الكتاب وتتحدث عنه الرواية ,كانت موجود فى كل الشخوص حتى كتب انه وباء !.
حتى الأم (اورسولا) التى كانت ابعد ما يمكن عن العزلة وهى القائلة (الطريق الى عدم خراب البيت وتهدمه هو فتح ابوابه ونوافذه.)
ايضا هى عانت من العزلة فى شيخوختها.

العزلة !
السنا كلنا نحويها داخل انفسنا ؟؟؟

جملة كتبتها على الكتاب , وانا لا زلت اقرأ الرواية
‘We all live in a solitude, it’s us who can make it peaceful & full or not.’

تساؤل
انت كنت مصاب بداء العزلة هل تجتذب اليك من لديه نفس الوباء ؟
لا اعرف فى واقعنا ان كان هذا حقا ام لا , ولكنه موجود وبطريقة مأساوية فى الرواية.

فى حوار لى مع
د. اسامة القفاش , قال حين سألته عن رغبة الكثير من السلالة التى يتحدث عنها الراوى فى اقامة علاقة جسدية مع اقاربهم , قال , انها بسبب العزلة.

اذا .. فهل قمة العزلة حدثت فى نهاية الرواية حين تزوج الشاب من خالته (بدون ان يعرفا فى البداية) ؟

قد تكون !

بينت الرواية ايضا , الحنين (النوستالجيا) وعذابه !

سؤال لنا جميعا , هل يجب ان نفقد الشىء , حتى نعرف بأننا نحبه ؟

.....................
لم افهم غلاف الرواية !
ولمن يستطيع شرحه لى وعلاقته بها سأكون شاكرة !

هل المرأة التى تلبس الأبيض هى العزلة ام انها الزمن ؟؟ وهل التى تقف فى مواجهة الجموع وتلبس البرتقالى هى الموت !؟؟

لأن فى الرواية وعند الحديث عن الموت وفى اكثر من جزء , تحدثوا عن اللون البرتقالى

.............................

اثرت فيّ هذه القصة , ككل شىء اراه واقرأه. وجدتها جميلة جدا وتختلف عن كل
ما قرأته.