القلم و الدّيّان

عندما كنت فى الكلية ,لاحظت اننى منذ بداية السنة الثانية والى الاخيرة وانا لم اتمكن قط من الاحتفاظ بقلم اشتريه لأننى كنت دائما اضيع اقلامى ، او أننى اعير القلم لشخص ما ثم لا يعيده.

ولكن مع هذا كان دائما ما يتوفر لدىّ قلم لأسجل المحاظرات (كلها) به!

و حتى ان كنت خارج الكلية ولم املك قلما فأننى اجد واحدا !

فى اخر سنة لى كنت فى مكتب البريد و لم يكن معى (كالعادة) قلمى (الذى املكه من مالى) و لم يكن فى مكتب البريد قلم ايضا ولكننى بالطبع وجدت ما اكتب به !
استعرت واحدا من رجل كان يبعث برسالة ,فسألته( هل بلأمكان ان استعير قلمك لوهلة) و نيتى بالطبع كانت ان اعيده له ما ان انتهى

و لكن رحل الرجل و بقى القلم معى.

و كانت تلك هى المرة التى فهمت فيها قصة الأقلام التى اشتريها ولا تبقى معى.

لأننى انا نفسي حين كنت استعير اقلام الناس او الزملاء او اىّ كان فأننى وبدون قصد كنت احتفظ بلأقلام !
و فهمت اننى لم اكن استطيع الأحتفاظ بقلم (اشتريه) من مالى الخاص لأننى كنت احتفظ بقلم الشخص الذى استعير منه كما يحتفظ المستعيرون -منى- بقلمى !

هل فهمتم !!

القلم هو من علمنى معنى احد اسماء الله الحسنى واحبها الى قلبى

.. الدّيّان

مهما تفعل اليوم فأنة سيرجع لك يوما اخر.

ان اعطيت , أُعطيت

و ان اخذت , أُخذ منك.

ان فعلت ذلك متعمدا, فعله احد لك متعمدا وان لم تقصد , لم يُقصد الفعل لك

......
هذا بين الناس , كما تدين تدان وبالضبط.

ولكن مع الله الوضع يختلف !

هذا ما فهمته مما حدث لى بالأمس .

من ضمن قواعد عملى ,انه يتوجب على الأفراد العمل ساعات اضافيه فى المساء لمدة اربع ساعات تقريبا مرة واحد كل اسبوع , ويتم احتساب الأجر على كل ساعه وهو اجر يفوق اجر ساعات العمل الصباحية.

اضطررت الى الخروج من العمل خلال الشهر الماضى ساعة واحد قبل ان ينتهى دوام المساء ,
وعندما اردت التوقيع على الساعات الأضافية جرى حوار بينى وبين نفسى.

نفسى: طبعا ستسجلين الأربع ساعات !
انا : ولكننى فقط داومت 3 ساعات .
نفسى: انت خارجة لأنك مجبرة ولو لم تجبرى لقضيت الوقت كله هنا!
انا: ولكن ومع هذا فأنا لم ابقى الا 3 ساعات
نفسى: الكل يصنع هذا !
انا: ولكننى لست منهم!
نفسى : الا ترين الجهد الذى تبذلينه ! هل تعرفين ان كان اللأخرون هكذا !!
انا : نعم ! ولكن ..... هل اخذ مال حرام
نفسى: ها !!!! وكأنك تبكرين الى العمل صباحا !!! الا تذهبين متأخرة كل يوم !
ثم , الم تعملى ساعات اضافية فى بداية عملك ولم يدفعوا لجميع من توظف معك حقهم !
انا: ولكن فى البداية كان كذلك العقد !!! والعقد عقد !
لحظة صمت ....
انا : كفى الأن ! سأسجل الثلاث ساعات , وبما اننى استأذنت من مسؤل المكان, فلربما ان بحث ورائى , سيجدنى صادقة وهذا لن يوقعنى فى المشاكل !
نفسى: وقد يكافؤنك على هذا !!!

فى النهاية سجلت لنفسى الثلاث ساعات التى قضيتها فى العمل , ولن اقول اننى كنت سعيده لأننى تغلبت على نفسى ! فأنا لم اكن !

تم الأتصال بى من قبل مكتب المركز الذى عملت فيه , لسؤالى عن الساعة الناقصة ,

: فقالت نفسى
yesssssssssssss

هذه فرصتك لتصحيح الوقت !

ولكننى لم افعل .

شرحت لهم انى خرجت , وبقيت الساعة الناقصة ناقصة.

بالأمس اتصلت بى المسؤلة عن الدوام المسائى , وطلبت منى ان اذهب الى دوام مسائى فى مستوصف قريب , لأن الطبيب المناوب مريض , فأعتذرت منها لها لكونى مرتبطة فى هذه الليلة واننى حتى ان ذهبت فأنا لن استطيع ان اقضى الأربع ساعات كاملة , نهاية توصلنا الى الأتفاق على ان اقضى ساعتين فى العمل ثم اخرج.

و الساعتان ستسجلان بأسمى !

لم تعد الساعة الناقصة ناقصة ! وانما اصبحت ساعتان.
.......
بالطبع تذكرت القلم الذى عملنى معنى اسم الديان.

ولكن ان كنت مع الناس تأخذ صنف ما تصنع , فالله يعطيك الأضعاف.

..............
رمضان كريم ..... ولكن الله اكرم