Aug 4, 2006

دراما .... ميلو دراما .. و كل ما نعتقده زائد عن حده



صورة من واقع حياة أناس اعرفهم
....

الوالد...
رجل طاعن فى السن , ولديه من الأحفاد من هم على طريق الزواج.

لا يعرف ابناءه ما حل به فجأة , غير ان والدهم (الجد) يريد الزواج بقتاة صغيرة جدا بعمر احفاده ..
يبدأ بجمع امواله لأجل مهر الصغيرة ويجبر ابناءه و بناته على اعطاءه اموالهم لدرجة انهم استدانوا ,ثم يأخذ المال, يضعه فى حقيبة , ثم سيارته يركب متوجها الى المنطقة التى تسكنها العروس.

الشارع ....
تعبره كل السيارات والشاحنات , كل فى طريقه .
هل يدرى هذا الشارع ما فى أنفس الناس التى تمشى بعجلاتها عليه؟ هل يحس بما يجول فى خواطرهم؟ هل يدرى بما ينتظرهم فى وجهاتهم ؟
لو فتحنا السيارات وفتحنا قلوب من بها ... لرأينا عوالم وأناس ,,,التقوا فى هذه اللحظة وفى هذه النقطة وعلى اختلاف عوالمهم واصولهم , ماضيهم وحاضرهم , بل وكل شخص ومكان مروا به .. التقوا على ذلك الشارع بكل ما فى حيواتهم.

شاحنة ..
سائقها يقطع الطرق جيئة وذهابا حاملا فى شاحنته ما يطلبون منه .. الحجارة والتراب والأخشاب ... ترى ما يجول فى خاطره و فكره جيئة وذهابا ... كيف يطوى الطرقات و الشوارع؟ ألا يسأم من نفسه؟ ألا يسأم من الشارع؟ أم أنه يحدثه؟ هل ذكر له ابنائه الذين لا يراهم الا كل اسبوع مرة؟ هل ذكر له بأنه لا يملك الوقت الكافى لأجراء فحوصات السكرى والضغط التى يتوجب عليه القيام بها؟ ام انه يا ترى سامره بكيف انتهى به المطاف من المدرسة الى كونه سائق شاحنة ؟ هل كان يذكر له كيف ان (اكل العيش مر) .

من طول الطريق ومن الملل المصاحب للشارع الأسود الذى لا يغير لونه ... جال السائق بفكره برهة بعيدا .....

الجد ....
يقود سيارته الى حياة او بواقى حياة يريدها.... هو فقط من يعرف الأجابه (لِمَ) (لِمَ الأن عندما توسط التسعين من العمر؟) (ما الذى يريده بالضبط؟) (ما هو الفرق الذى سيحدث؟) (ما الذى يأمله؟) (وكيف تبدوا له الدنيا ؟)

بين كل هذه الأسئلة التى لا نعرف اجابتها, تتعطل سيارته فى الشارع الذى يعرفه وتظهر أدخنة من مقدمتها , يتوقف الجد على الجانب ويذهب ليفتح صندوقها الأمامى لكى يعاينها .....

خلال برهة سائق الشاحنة التى كانت حمولتها ذاك اليوم مواد قابلة للأشتعال .. وخلال تفكيره بزمام حياته , افلت من يده زمام شاحنته لتنحرف هى من على الشارع وتصطدم بسيارة الجد ... شرارة السيارة اختلطت فى تلك اللحظة وعلى ذاك الشارع بحمولة الشاحنة والتقت حياة شخصين مختلفين من عوالم مختلفة ومن هموم مختلفة وتواريخ واماكن واشخاص مختلفين فى نار واحدة.

مات الجد, واحترقت كل الأموال التى جمعها واستدانها ابنائه.

خرج سائق الشاحنة لا يعرف لم خانه الشارع الذى تعوده.

بقى الشارع , شارعا .
ترى

هل هذه دراما زائدة عن حدها من مسلسل ما كان احد ليشاهده من كثرة تكراره

ام انها صورة من الحياة الغير زائدة عن اللزوم.




No comments: