لم يجب ان يكون هناك هيرو !!
والأفضل .. سوبر هيرو
ابطال خارقون .. أبطال أقوياء شجعان , يحاكون أبطال الزمان الماضي (الحقيقيون فى نظرنا) ..
هل هو شىء يكبر مع صبية اليوم .. ومع العابهم ..ومع الحكايات التى يتغنى بها التلفزيون بكل ما فيه من مسلسلات وافلام ودعاة فى برامج ..فتكبر السيوف والمسدسات البلاستيك .. لتصبح اسلحة تحاكي الواقع فنصبح ابطال على البلاى ستيشن .. وان لم يكن كذلك فمشاهدة ابطال الديجيتال وهم يحققون المستحيل مبهجة.
وقد تكبر اللعبة (فى رأس من يلعبها) حتى يعتقد ويصدق بأن أبطال زمان قد يرجعون ليصبح شخص ما (احد السالفين فعلا) ؟؟؟؟
فنخلق اساطير من واقع اليوم بألباس رجال ومقاومين - فى بقعة ما على الأرض - كل صفات ابطال تاريخنا .. فنستخدم كلمات مثل (لم يبق شبر فى جسده الا وفيه اثر ضربة او جرح
واحيانا يطغى حلم (البطل) على اشخاص اليوم فيسمون انفسهم بنفس اسماء أبطال الأمس البعيد فيكون هناك (امير فلان ) او (ابو فلان) او
(فلان الفلانى) . وفلان بالطبع هو احد اسماء الصحابة رضى الله عنهم.
بالنسبة لى , ابطال الأمس هم أبطال الأمس .. وأبطال اليوم (وليس بالضرورة وجودهم فى منطقة حرب) هم أبطال اليوم ..
ولا يوجد أي داعي لأيجاد اى رابط بين هؤلاء وأولائك .. لأنه وببساطة لا يوجد ...
لا فى كيفية البطولة .... ولا فى العمل البطولي .. ولا في أي شيء .
ان فكرنا قليلا .. فلن نجد ما يربط الأزمنة ببعضها.
نحن نعيش فى بيوت وعمارات,
نتحدث عن طريق التلفون والنت والمنتديات
ونأكل كل انواع اطعمة العالم التى نشتريها من السوبرماركت التى توجد فى اخر الشارع
نركب سيارات وطائرات ...
نلعب كرة القدم .. ونعمل سكيتنج وسكيينج .. ولا ننسى طبعا البلاي ستيشن ..
الشىء الوحيد المتشابه بين زماننا وزمانهم ..هو اننا نريد ان نعرف (من نحن) و (ماذا نريد حقا)
السؤال الأخر الذى يحيرنى ... هو
ما هى الفائدة التى ننالها من ذكر أمثلة أبطال زمان !؟
وكيفية نضالهم !!
هل لكى نعرف معنى الشجاعة ؟؟؟
شجاعتهم التى عادة ما تذكر فى وقت جهادهم ؟؟؟؟؟
طيب
اين الحرب ذات الخيول والسيوف الأن ؟؟
ولماذا لا زلنا نربط بين الشجاعة في الأسلام وبين حروب الجهاد ؟؟
ولماذا نربط بين عصور عز الأسلام وبين فترات الجهاد فيه ؟
ولماذا لكى يكون لنا عز , يجب ان تكون لنا حروب ؟؟
ولماذا ننتظر ان تقوم حربا لكى نحمل سيوفا وبالتالى نبرهن اننا مؤمنون حقا ؟ ومناضلون حقا !
هل هذا هو كل مفهومنا عن كيفية اقرارنا بأننا مؤمنون حقا ؟
ولماذا يجب ان نشعر بأن علينا ان نظل نبرهن ؟؟؟؟ والأغلب اننا نبرهن لأنفسنا !
وان جئنا على ذكر مناضلون ... تذكرنا (تشى جيفارا !!) (لا يوجد لدى شيء ضد الرجل ! انما هو مجرد مثال !)
وان قلنا حسنا , سنذكر مآثر أبطال من هذا الزمان .. لم تتبادر الى اذهاننا صور مكررة ؟؟ عن (فلان) المسكين اوعن الخاله (فلانة) بائعة الخضار الارملة او المطلقة التى لا تعرف كيف تعيل ابنائها.
وفقط !
لم لا يكون بجانب كل هؤلاء , ابطال من حياتنا نحن
!
لم يخطر فى بالى ابدا ان أصف يوما هذا الشخص الذى اعرفه طوال حياتى بأنه انسان مناضل !!بل وصفه لى شخص اخر وكم دهشت حقا حين قال " مثال الشخص المناضل هو والدك الذى عمل وعمل واستطاع ان يعلم ابنائه... لكى يعتمدوا على انفسهم .. "
وانا بدورى استطيع ان اقول .. انا ايضا اعرف مثال بطل ...فتاة دعت الله تعالى ان يعطيها الكثير من المال حتى تستطيع ان تساعد كل من تقدرعلى مساعدته.
هل هو بطل ؟
الرجل الذى سيعمل بقول الرسول عليه الصلاة والسلام «إن قامت القيامة على أحدكم وفي يده فسيلةٌ يُريد أن يغرسها فليغرسها ولا يقولن قد قامت القيامة»
هذا الرجل لم يذهب ليواجه حتفه وفقط !وانما .. قال لنفسه .. سأفعلها وبكل ما اوتيت من قوة !
حقا ..
لا يجب ان نكون كمن كبر ولا يزال متعلقا بنفس اللعبة !
ولا بنفس مفهوم التاريخ !
ولا ان يحاول تكرار صور طبق الأصل من امثلة لا تمت لواقعنا بصلة.
حتى من يسكن فى منطقة تعانى الحرب ... فلا الأسلحة ولا الطرق هى ذاتها.
وفى انهاية .. تبقى رغبة الأنسان فى العيش والحياة هى المحرك الأول لكل بطولة.