تحضرالأم الملابس التى جفت لتطويها.
تنادى ابنتها الوسطى .. تجلسها امامها و تبدأ بقراءه المعوذات والمسح على رأسها.
ترتجف شفتا الأم بدموع تحتويها عيناها التى تعلمت ذلك ولكن .
تبتسم ابنتها و هى تفهم ما يجول فى خاطر والدتها ....
الوالدة .. لا تعرف ما حل بصغيرتها الشابة بعد ان كانت متفوقة فى دراستها في المدرسية ,, والأن فى الجامعة الفتاة فى حيرة شديدة , لا تعرف ماذا تريد ... درست فى الكلية فى خط معين لعام والأن تريد التغيير ... و لكنها لا تدرى ماذا تريد ....
الأبنة الكبرى تجلس فى صمت , تذكر كيف كان الموقف قبل اربعة عشر عاما عندما كانت تريد ان تدرس شيئا معينا وكانت هى ووالدتها خائفتان من عدم تحقق ذلك, بكت والدتها حينها و هى تقول (كيف لا ابكى وانا لا استطيع تحقيق حلم ابنتى)
لا زلت اتسائل , كيف وهى المرأة الظعيفة التى لا تقدر على شىء ... كيف احست بأنها هى من يجب عليها تحقيق شىء شبه مستحيل بالنسبة لها ... لا .... بل كان مستحيلا
والأن ... تريد الوالدة البكاء , وتصاب بالمرض من كثرة التفكير ... ليس لأنها هذه المرة لا تستطيع تحقيق حلم ابنتها ... و لكن لأنها تتمنى ان تجد ابنتها ما تحلم به.
تنتهى الأم من قرأة المعوذات على ابنتها .... وتبدأفي طى الملابس التى انتهت من غسلها وتجفيفها.
تتسائل الأبنة كيف لهذه الملابس ان تتحمل كل الألم النفسى الذى يخرج من يدى الأم ليلامسها.