Apr 21, 2006

فن التصفيق .... الحار


قاعة المسرح ...
الاضواء مطفئة ...
الصمت يسود المكان
الجمع كلة منخرط فى المتابعة ...
جل عقول الجالسين تقول لهم
ياله من عرض رائع ...
يالها من قصة
ياله من أداء
و تأثيرات ...
و موسيقى ....
ياله .... و ياله ..... و ياله ........

ينتهى العرض ...

فتتصدع جدران البناء بالتصفيق ... يهتز الخشب ... و تتحرك الستائر من دوامات الهواء الصادرة من ارتطام الاكف ببعضها مرارا و تكرارا ....

و كان هذا هو الحال .. كل ليلة , كل عرض بأختلاف القصص و الممثلين و الحضور.

و

فى احدى اليالى ..
و من الباب الخلفى للمسرح ..
دخلت قطة جائعة.... لم تكن من قطط حاويات القمامة ..فهى تترفع عن ذلك ! و انما كانت تغوى المارة بجمال لونها الأبيض و صوت موائها الذى تتعمد ترقيقه , كى يلقون لها بعضا مما يأكلون ...
واثقة من قدرتها فى نيل كل الاستحسان ,, ,, بحثت عن مكان تجمع الناس و انتظرت حتى انتهى الحضور من تصفيقهم الحار و تأكدت من فتح الاضواء ..... ذهبت الى حيث يجلسون...
ولم تصدق ما رأته عيناها اللامعتان ....
لقد عصب الناس اذانهم و افواههم بكمامات !
فكّرت ... لم يأتون لحضور ما يجب سماعه و التحدث عنه ؟ و لم قد يلغى الناس ما حباهم به الله طوعا ؟
منطقها قال لها..
لقد غطوا اذانهم كى لا يسمعوا شىء يفكروا فيه ,, و افواههم كى لا يتفوهوا بحرف تعليق على شىء لم يعجبهم.
ببساطة ..

لقد جن البشر !
..............
لم لا نجيب ,, نحن المصفقون !
فلنتحدث عن أنفسنا لمرة بعيدا عن مثالية الانترنت الزائفة
لم لا نشرح لقطتنا جنوننا
هى تستحسن كل مار لتنال لقمة نضيفة ..
لم نفعل هذا نحن ؟؟؟
السنا نصفق لكل شىء !
اليس محرما علينا (بل حرمنا على انفسنا) قول الحق
فى اىّ كان ..
لا سيدى ..
انا لن اتكلم عن قول الحق لأمور و مناقشات بعيدة , ليس عن السياسة , و لا عن اماكن و اشخاص بعيدين

نحن ....

نصفق لكل من ظهر على التلفاز متحدثا بأسم الاسلام.
نخاف ان اظهرنا خطأ فيما قاله او حتى التصريح برأى اكثر ثبوتا او منطق جادت به عقولنا -التى منحنا اياها الله تعالى و فضلنا بهاعن باقى مخلوقاته - ان يقال حاقدين او كارهين , و أعداء للدين !
أو (ارحموا الرجل !)

ان قرأنا كتاب و قلنا ان القواعد خطأ .. أو الجمل ركيكة
قيل ...
لم تحاربون الكاتب و الكتاب .... لم لا تصمتون

الرجاء التصفيق بحرارة ..
لكل شىء , أى كان , و مهما كان

حتى و ان بدأت الجمل بالنقط و انتهت بالفواصل
حتى و ان اصبحت الشدة كسرة و الفتحة همزة
حتى و ان اصبح الحمار, خمارا يغطى الرأس
و االعِلم , عَلَم يرفع و ينكس بحسب اللأشخاص و المناسبات

صفق ... و بحرارة
فأنت مربوط الفم ... وثاقه فى يدك ,,, و يدك مشغولة بضرب اختها

يا من تقول (بلى... الدنيا ملأى بهؤلاء) .... فكر اولاً

انظر فى نفسك ...

قد لا تكون فقط من المصفقين ,, و لكن ممن بنوا المسرح و أمروا بالتصفيق بعد تكميم الافواه و العقول
.

2 comments:

Anonymous said...

انا واحد هاوى مسرح وتمثيل وبمارس هوايتى فعلا فى مسرح فيه قطة بنفس مواصفات قطتك وكان الخاطر عندى بنفس الافكار والتفاصيل تقريبا انا مستغرب ومبسوط انى قريت الكلام ده هنا

R@niayusuf said...

من زمان رأى الفنان الكبير يوسف وهبى إن الدنيا ليست إلا مسرح و كانت له هذه الجملة الشهيرة "و ما الدنيا الا مسرح كبير" و منذ هذا الوقت تقريبا و نحن نصفق و يمكن أيضامن قبل ذلك و عليه حلل الفنان الكبير ماهية الدنيا . و لكن أعتقد أن العروض الآخيرة كانت ضعيفة جدا مما جعلنا ننشغل عن تلك العروض و نكتشف فجأة أن أيادينا أصبحت تؤلمنا من كثرة التصفيق ، أحييك أختى كثيرا على خيالك الرائع. و أصفق لك !!!! لأن الموضوع عجبنى حقا و داعب خيالى المتواضع

http://raniayusuf.blogspot.com/